مقدمة الكتاب:
محمد البرادعي الذي أربك العالم
ان فوز "محمد البرادعي" ووكالته (بجائزة نوبل للسلام عن عام2005) مفاجأة من العيار الثقيل، مفرحة ولا شك، تجفف عن جباهنا عريقات النصب، وترطب قسمات الأسى التي ما برحت تلتئم في خطوط تعسة تهفو الى رسم الكلمة ذات المعنى. ولكن الأخيرة تستعصي وإن لانت، وتستقصي وإن دنت. ثم، ومن دون سابق انذار، يستحيل خط البؤس خيطا منيرا في فرح غامر.. فرح من هذا؟.. من العريس؟.. ومن العروس؟!.. لتخرج أمه، تسبقها زغاريد المهنئات، إنه ابني الكبير.. الفلاح الفصيح.. الأشيب، الأصلع، مصري الملامح، لا تخطئه العين.. وسامته في فراسته.. وجماله في كماله. ثروته في ثرائه وتراثه. مرتفع الهامة، عالي الهمة.. أنجز المهمة فأبدع وأثلج صدر أمه.. فهنيئا لأمك بك.. بكرها وكبيرها.
وبعد، فهذا هو كتابى الرابع فى سلسلة من هاجروا فتألقوا:- أحمد زويل، فاروق الباز ثم مجدى يعقوب وأخيرا وليس آخرا؛ محمد البرادعى. هاجروا لكنهم لم يهجروا، ولكنهم أيضاً اتفقوا على شىء واحد؛ أن ثمة خطأ ما، فينا وبين ظهرانينا، يدفع كل من أوتى قلبا أو ألقى السمع وهو شهيد، أن يغادرنا.. البعض الى غير رجعة، و الكثيرون الكثيرون يرتقبون الرجعة.. كيف ومتى؟!.. الله أعلم.
|