توقف القتال في جنوب السودان عام 2005؟؟

فابتدأت مرحلة جديدة دعيت باسم (مرحلة السلام) وهذا الأمر بحد ذاته شيء عظيم ذو معنى وأهمية بالغين.

طرفا القتال الطويل أصبحا الآن شريكين في إدارة وتوجيه السودان كله لا جنوبه فقط! أما كان من الأجدى لهما أن يتفقا منذ البداية ويعيشان في سلام وحرق الأخضر واليابس والتشرد؟

استقليت الباخرة النهرية والتي تحمل اسم (دارفور) من مدينة كوستي قاصداً مدينة جوبا عاصمة الجنوب السوداني، استغرقت رحلتي النيلية هذه خمسة عشر يوماً، أمضيت هذه الأيام الطيبة والجميلة على سطح مياه النيل الأبيض الذي ينبع من  بحيرة فكتوريا اليوغندية.

في رحلتي هذه مررت بعده مدن وقرى منها: كاكا - ملكال - جونقلي - بور - منقالا... أمران أثنان كانا يشغلاني - الأول يمتع عيني ويبهجني وهو الطبيعة الساحرة وزينتها من نبات وأشجار وأزهار ثم حيواناتها المفترسة والأليفة.

أما الأمر الآخر فكان اقتراح اليهودي (واريوت) الذي قدمه إلى اللورد (كرومر) عام 1900 بشأن توطين اليهود في السودان؟

بعد سنين من رحلتي هذه أدركت سبب اقتراح الصيوني (واريوت) إلى الفرنجي (كرومر) بإقامة (الدولة اليهودية) على أرض السودان وما حصل ويحصل وأرجو ألا يحصل بعد اتفاقية السلام؟؟

زيارتي الأولى للسودان تمت في عام 1961 لم يخطر ببالي حينها بأنني سأصبح واحداً من المهتمين بالقارة السمراء (صورت - قاتلت - كتبت - على مدى معظم سني حياتي).

أحمد أبو سعدة