مشكلة الزمان من أعقد المشكلات الفلسفية، حيث أنها تمثل المحور الرئيسي الذي ترتبط به معظم القضايا الفلسفية الأخرى. ولقد أثار موضوع الزمان عدة مشكلات وقضايا انبثقت عنها أبعاد فيزيقية وميتا فيزيقية ورياضية وفلكية، ولذلك كان من الموضوعات الهامة التي شغلت أكثر الفلاسفة والمتكلمين والصوفية، ولقد تعددت الآراء في تصدر مفهوم الزمان، ووقفوا هؤلاء جميعا منه مواقف متميزة ومتباينة وموضوع الكتاب يدور حول الزمان كأحد لواصق الموجودات الطبيعية، وهو متصل بلا شك بالفلسفة الطبيعية ( فيما يتعلق بالزمان)، بل سيبحث في صلته ببعض المشكلات الأخرى مثل: الحركة والمكان والخلاء والنفس، وحركة الأفلاك والكواكب بل أكثر من ذلك وهو البحث عن علاقة الزمان وصلته بالأدوار والقرانات وغيرها. ويجدر القول بأنه إذا كان الزمان كفكرة فلسفية تعتبر من أعقد المسائل الفلسفية، فإن دراسته لدى أخوان الصفا يزيد من تلك التعقيدات. وفي هذا البحث يحاول الباحث توضيح رأي أخوان الصفا في موضوع الزمان، فموضوع الزمان في فلسفة أخوان الصفا، يمثل مكانة هامة يلاحظها الدارس في أغلب جوانب فلسفتهم، فهو يرتبط بالطبيعيات كالحركة والتغير والمكان، ويرتبط ميتا فيزيقيا بالكون ونشأته وخلود النفس والسببية أو البلية ومشكلة حدوث العالم وقدمه من جهة أخرى. كما يرتبط بدراسة الأفلاك وحركة الكواكب والأدوار والأكدار والقرانات (أي علم الفلك) من جهة ثانية.
